• فشل المفاوضات يهدد بأزمة حقيقية للديون الأمريكية

    24/07/2011

    أوباما يؤكد أن المواطنين ضاقوا ذرعا بعجز الكونجرس عن التحرك فشل المفاوضات يهدد بأزمة حقيقية للديون الأمريكية



    الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتحدث خلال لقاء صحافي عقد أمس الأول عن الديون في البيت الأبيض في مدينة واشنطن الأمريكية. إ.ب.أ
     
     
     

    التهديد بتخلف الولايات المتحدة عن تسديد ديونها تفاقم فجأة مساء الجمعة، عندما أوقف الجمهوريون في مجلس النواب المفاوضات مع باراك أوباما.
    وفي رسالة إلى زملائه وجهها أمس الأول، أعلن رئيس مجلس النواب جون بونر أنه أوقف مناقشاته مع أوباما لأنه لم يتم التوصل إلى أرضية وفاقية معه بسبب "الرؤى المختلفة حيال بلادنا".
    وفي مؤتمر صحافي تمت الدعوة إليه على عجل، أكد أوباما هذا التطور الجديد خلال أسابيع من المحادثات بين البيت الأبيض والكونغرس.
    وقد أعلن أوباما الذي بدا الغضب على ملامحه أنه يدعو المسؤولين في الكونجرس صباح السبت إلى الرئاسة لعقد جلسة جديدة من المفاوضات في الساعة 11:00 (15:00 ت غ). وقال "يتعين عليهم أن يشرحوا لي الطريقة التي ستمكننا من تجنب التخلف عن الدفع".
    وعلى رغم التفاقم الحاد للوضع، كرر الرئيس القول أنه ما زال "واثقا من أننا سنرفع سقف الديون" قبل موعد الثاني من آب (أغسطس) الذي حددته وزارة الخزانة.
    وأكد أوباما العازم على تجنب التخلف عن الدفع، استعداده لأن يتحمل وحده المسؤولية السياسية لرفع سقف الديون. لكنه طالب بأن يكون هذا الرفع كافيا حتى لا يتم تجديده قبل 2013، أي بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 المرشح لخوضها.
    لكنه أعرب عن أسفه بالقول "أعتقد أن ذلك ليس كافيا. وأعتقد أنه يتعين علينا القيام بمزيد من الخطوات"، ملمحا بذلك إلى خفض الدين.
    وأشار مسؤول كبير في البيت الأبيض - طلب عدم الكشف عن هويته - إلى الخطر الذي يشكله الدين الفيدرالي على الولايات المتحدة.
    وقال "ثمة احتمال واقعي جدا لخفض علامة ديون الولايات المتحدة من قبل وكالات التصنيف الائتماني، ليس بسبب الفشل في رفع سقف الدين، بل لأننا سنفشل في اتخاذ قرارات جدية لضبط عجزنا".
    من جهة أخرى، حذر أوباما الكونجرس من أن "وول ستريت ستفتح غدا وسيكون من الأفضل أن نجد أجوبة في الأيام المقبلة". وأضاف أن "الأمريكيين ضاقوا ذرعا بعجز الكونجرس عن التحرك". وشدد على ضرورة زيادة العائدات الضريبية، فيما لا يريد خصومه الجمهوريون الحديث إلا عن اقتطاعات.
    من جهته كتب بونر في رسالته أن "الرئيس حاسم حول ضرورة زيادة الضرائب. وبصفتي مسؤولا سابقا في مؤسسة (من المؤسسات المتوسطة والصغيرة) أعرف أن زيادة الضرائب تدمر فرص العمل".
    لكن بونر لم يقفل الباب على أي تفاوض. وأكد أنه بعدما أوقف المفاوضات مع الرئيس، سيبدأ "مناقشات مع زعماء مجلس الشيوخ من أجل إيجاد حل". وأعرب أيضا عن "اقتناعه" بأن الولايات المتحدة لن تتخلف عن سداد ديونها خلال 11 يوما.
    ثم أعرب بونر عن أسفه لأن الرئيس "شدد على رفع الضرائب". وقال إنه أبرم اتفاقا حول مسألة العائدات. وأضاف "لكن الرئيس طلب 400 مليار دولار إضافي" من خلال زيادة الضرائب.
    وقبل هذه التطورات الجمعة، التقى وزير الخزانة تيم غايتنر ورئيس البنك المركزي الأمريكي بن برنانكي "لمناقشة العواقب على الاقتصاد الأمريكي إذا لم يتحرك الكونجرس" - كما ذكرت الوزارة.
    إلا أن المسؤولين أعربا عن "اقتناعهما بأن الكونجرس سيرفع سقف الديون قريبا".
    من جهتها اعتبرت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف أمس الأول أن "من العبث" الاعتقاد أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخلف عن الدفع.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية